ALMUDHEEF
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اهلا وسهلا بكم في منتدى المضيف
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أولئك وزراؤنا بالأمس.. فجئني بمثلهم اليوم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نمنمه

نمنمه


عدد المساهمات : 9
تاريخ التسجيل : 09/03/2009

أولئك وزراؤنا بالأمس.. فجئني بمثلهم اليوم Empty
مُساهمةموضوع: أولئك وزراؤنا بالأمس.. فجئني بمثلهم اليوم   أولئك وزراؤنا بالأمس.. فجئني بمثلهم اليوم I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 31, 2009 7:30 am

أولئك وزراؤنا بالأمس.. فجئني بمثلهم اليوم

الوزير العالم الدكتور أحمد عبدالستار الجواري... إنموذجاَ

شتان بين وزراء الأمس الأفذاذ... ووزراء اليوم ممن لا يصلح احدهم (......!!)




بقلم: الدكتور أكرم عبدالرزاق المشهداني

إحدى وعشرون عاما مرت على رحيل طيب الذكر الأستاذ الفاضل الألمعي الاديب الدكتور احمد عبدالستار الجواري وزير التربية والتعليم ومن ثم الأوقاف والشؤون الدينية على مدى سنين طوال من الحكم الوطني العراقي، كان مثالاً في كل شئ... في المقدرة العلمية والأدبية وفي المكانة الاجتماعية وفي العطاء الفكري وفي السلوك المهذب القويم، كان دمث الأخلاق يحمل تواضع وهيبة العلماء، عرفه علماء اللغة والآداب كما عرفه أهل الشعر والنحو، على مستوى العراق والأمة العربية جمعاء، كان قريبا من الناس حاز على محبة الجميع، خدم العراق والعروبة والإسلام في ميادين شتى، كتب عنه كثيرون منهم زميله ورفيقه إلى الجنة بإذن الله المرحوم محمود شيت خطاب وزميله في مجمع اللغة العربية بالقاهرة.

استوزر المرحوم الجواري مرتين: الأولى بعد ثورة 14 رمضان (8 شباط) 1963 وزيرا للمعارف، ثم بعد ثورة 17 تموز 1968 وزيرا للتربية والتعليم، وفي عام 1975 صار وزيرا للأوقاف والشؤون الدينية حتى عام 1979. انتخب نقيبا للمعلمين بعد أن كان ترأس الجبهة التعليمية الموحدة (الجبهة المشهورة وقتها بالقومية البعثية) 1962 ثم انتخب أمينا عاما لاتحاد المعلمين العرب 1969-1982. وأتذكر أننا في مرحلة الدراسة المتوسطة وكنا صغارا نقوم بتوزيع ولصق الدعايات الانتخابية الخاصة بالجبهة في منطقتنا بالكرخ قرب سكن المرحوم الجواري حيث كان جارا لنا في منطقة العطيفية بالكرخ، حينها كان الصراع على أشده مع الشيوعيين، وكانت قائمة الاستاذ الجواري تمثل القوى العروبية المناوئة للشعوبية والفوضوية.

عرفته جارا في العطيفية الأولى من أوائل الستينات حتى وفاته يرحمه الله في عام 1988، وكان من اخلص واقرب الأصدقاء إلى المرحوم والدي الحاج عبدالرزاق المشهداني، وللمرحوم المربي المعروف الحاج مصطفى الشيخ يرحمهم الله جميعاً، وكان (الثلاثة) لا ينفصلون عن بعض سواء في صلواتهم بمسجد المدلل أو في لقاءاتهم سيرا على كورنيش العطيفية عند المساء يتجاذبون اطراف الأحاديث المختلفة في الادب والدين والحياة العامة وعن ذكريات الشباب في الكرخ (سوق الجديد وسوق حمادة وست نفيسة حيث شبوا وترعرعوا).

لم تمنعه الوظيفة الرسمية، ولا المنصب الوزاري من ان يظل مواكباً لحركة الثقافة والعلم والادب واللغة في العراق، فلقد كان عضواً عاملاً في المجمع العلمي العراقي منذ سنة 1965 وحتى وفاته وعضواً مراسلاً في مجامع اللغة العربية في دمشق والقاهرة وعمان.. فضلا عن استمراره في التدريس أستاذا في جامعة بغداد.



كتب عنه العلامة المؤرخ اللواء الركن محمود شيت خطاب:

ولد الدكتور احمد عبد الستار الجواري في مطلع محرم الحرام من عام 1343 الهجري للعام 1924 الميلادي من أسرة عربية مسلمة استوطنت جانب الكرخ في بغداد عرفت بالتقوى و الصلاح والتمسك بالأخلاق الإسلامية الأصيلة والصدق في المعاملة والتآزر عند الملمات فترعرع بين أحضانها متشبعا بروحها مؤمنا بمثلها مقتديا بهديها قولا وعملا سائرا على خطاها متبعا لتقاليدها برصانة واتزان وجدية وثبات ويرجع نسب الفقيد إلى البو جواري وهي إحدى أفخاذ قبيلة طيء العربية.



وأضاف العلامة المرحوم محمود شيت خطاب:

لقد هيأ الله سبحانه و تعالى لاحمد الجواري أسباب الجمع بين العلوم الدينية والدنيوية و قد أعانه ورعاه وسدد خطاه في كل مرحلة من مراحل حياته ويسر له طريقه لنيل العلم والمعرفة، فقد تربى في بيوت الله صبيا ويافعا ونشأ على ذكره وعبادته حيث كان يغشى جامع الست نفيسة المجاورة لداره وجامع ثريا وجامع القمرية في محلة سوق الجديد وتعرف في صباه بشيخه واستاذه الزاهد توفيق الناصري رحمه الله الذي اثر في شخصيته تأثيرا بالغا لورعه وزهده وتقواه وكان من شدة تأثره به يتشرف بخدمته وخدمة كل من يزوره، وتعلم على يديه العلم والعمل والسلوك الرضي والاستقامة وهو الذي حبب إليه قراءة القرآن وتلاوته و التفقه في إحكامه ودراسته لغة وتفسيرا ،وكثيرا ما كان يقرأه على المصلين في المحفل قبل صلاة الجمعة في جامع الست نفيسة بعد أن أجازه عليه الحافظ الملا مهدي البصير رحمه الله وزامل طويلا المرحوم الحافظ خليل إسماعيل، حيث كانا يحفظان القرآن سوية في صباهما ويستمع احدهما إلى تلاوة الأخر حتى حفظه عن ظهر قلب فهو من الحفاظ ولورعه لايقراه إلا بمصحفه الذي كان يحمله في حله وترحاله ليحصل على اجر النظر في كتاب الله.

حضر الدكتور أحمد عبد الستار الجواري في شبابه مجالس الشيخ قاسم القيسي مفتي الديار والشيخ حمدي الاعظمي وأستاذه منير القاضي وغيرهم من الشيوخ الإجلاء رحمهم الله تعالى وأخذ عنهم الكثير من المعرفة بالدين وأحكامه وأصوله، وكان تأثره واضحا بالشيخ قاسم القيسي، فقد كان دوما يستشهد بآرائه ويستنجد بطروحاته فيما كان يتخذ من مواقف أو ما يطرح من أفكار.



رحيل الدكتور احمد عبد الستار الجواري إلى دار البقاء:

في تمام الساعة الحادية عشر والنصف من ظهيرة يوم الجمعة الثالث من جمادى الآخرة سنة 1408 هجرية الموافق الثاني والعشرين من كانون الثاني 1988 م وقد أسبغ الوضوء كعادته استعدادا للذهاب إلى المسجد الجار (مسجد عبداللطيف المدلل) لأداء فريضة الجمعة، شعر بنوبة من الإعياء قد ألمت به فاستلقى على فراشه ليأخذ قسطا من الراحة، وما يدري أنه كان على موعد مع القدر المحتوم في يوم مبارك، انه الموت فكان راحة له من كل شر، ودارت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشر والعشرين دقيقة من تلك الظهيرة فارتفع نداء السماء معلنا لإقامة صلاة الجمعة، لكن الأستاذ الدكتور احمد عبد الستار الجواري يتخلف عن السعي إلى المسجد لاداء صلاة الجمعة لأول مرة في حياته لان روحه في تلك اللحظات كانت ترتفع إلى جوار ربها ملبية ندائه وصادعة لحكم مشيئته، وحمل نعشه المئات في موكب الجلال من بيته في حي العطيفية، في الساعة الخامسة من مساء تلك الجمعة المباركة، بعد إن انتشرت أنباء نعيه في كافة إرجاء بغداد، وكان موكب تشييعه مهيباً إلى مثواه الأخير في مقبرة الشيخ معروف الكرخي يرحمه الله، وتمت مواراة جثمانه الطاهر الثرى عندما قاربت عقارب الساعة إلى الخامسة و سبعة وعشرين دقيقة، وما أن عانق الجسد الطاهر تربة القبر حتى تعالى صوت المؤذن داعياً لإقامة صلاة المغرب من ذلك اليوم المشهود فكأنما شاءت إرادة الله سبحانه وتعالى إن يكون أخر عهده بالدنيا صوت داع إلى ذكر الله لكي يبقى هذا النداء مجلجلا في سماء هذا البلد، فسلام على احمد!! ولا حول ولا قوة إلا بالله!!….



كتب عنه المؤرخ المعروف إبراهيم العلاف:

"المرحوم الجواري رجل خدم العراق في ميادين مختلفة.. يتفق الجميع على ان الأستاذ الدكتور احمد عبد الستار الجواري (1924 – 1988) حر التفكير.. مؤمن بامتزاج الفكرتين (العربية) و(الإسلامية) امتزاجاً تاماً.. وقد لاقى بعض العنت من الحكام (ويقصد العلاف بذلك في العهدين الملكي و القاسمي)، لكن الدكتور الجواري ظل متمسكاً بعقيدته وبآرائه لاسيما فيما يتعلق بهوية العراق وشخصيته الحضارية".



وكتب عنه الموسوعي "حميد المطبعي"

في موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين فقال

إن للدكتور الجواري مواقف مشهودة في دعم العمل القومي الموحد وبسبب ذلك سجن واضطهد خاصة في العهد الملكي (1921 – 1958).. كما كتب عنه آخرون فأكدوا انه إنسان محب للخير، متمسك بالقيم الأخلاقية النبيلة وديدنه خدمة الناس واحترامهم. وكانت له نشاطات في المنتديات الثقافية، كما ارتبط بصلات مع كثير من علماء وشيوخ عصره. وقد ظهرت له الكثير من البحوث والدراسات منشورة في مجلات عراقية وعربية تحتاج إلى من يقوم بجمعها وإعادة نشرها لأهميتها. كما كانت له قصائده التي يصدح فيها منذ أيام طلبه للعلم في دار المعلمين العالية.. ولم يكن مربد يعقد في بغداد يفوته إلا وله قصيدة ولعل من قصائده المشهورة قصيدته التي مدح فيها الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم سنة 1940 وألقاها في احتفال دار المعلمين العالية بالمولد النبوي وفيها يقول:

عليك من الله العظيم سلامه
وممن تردى في هواك سلام
نبي الهدى يا أكرم الخلق إنني
بحبك مأسور الفؤاد مضام
أيا شافعي يوم الزحام ومنقذي
لدى الحشر إن مس الضلوع ضرام
شريعتك الغراء وردي ومنهلي
ودينك لي عند النزال حسام



وكتب عنه مظفر بشير قائلا:

"تتلمذت عليه في مفتتح الخمسينات من القرن المنصرم في دار المعلمين العالية وكان آنذاك يشغل منصب معاون العميد فيها وكان لي ولزملائي ملاذا يمهد لنا كل الصعوبات التي تعترض طريقنا فما قصده ذو حاجة إلا عاد بها فاتحا ذراعيه له ووجهه وضاح وثغره باسم ونفسه مطمئنة".. وكان رحمه الله لا ينسى أسماء طلابه وهم كثر مهما بعدت الشقة وطال الزمن ترفده بذلك ذاكرة خصبة معطاء وحيوية شاب نشا في طاعة الله. وما اسعد الطالب حين يناديه أستاذه باسمه وكانت هذه السعادة من حظ طلابه أجمعين وان بعدت بينه وبينهم المسارات واختلفت الاتجاهات. عشنا معه في أجواء دار المعلمين أخا كبيرا حانيا وأستاذا حريصا على إفادة طلابه وعرفناه بعد ذلك في أروقة وزارة المعارف ـ التي سميت فيما بعد وزارة التربيةـ مديرا عاما ثم وزيرا وهو هو ذلك الأخ الحاني والأستاذ الرفيق الوديع واثقا بنفسه مؤمنا ان من تواضع لله رفعه. متفقدا طلابه ومعارفه متعاونا مع زملائه مؤمنا بان الله مع العبد ما دام العبد في عون أخيه".

ويضيف مظفر بشير:

"كنت اشد زملائي ألما وحسرة على فراقه وكنت لسان حالهم حين نظمت قصيدة معبرة عن مشاعري ومشاعرهم تجاه أخينا الكبير وأستاذنا القدير ونشرتها في جريدة صدى الأحرار الموصلية وبعثت بنسخة منها الى حيث مقر أستاذنا وها أنذا ذاكر ما أتذكر من هذه القصيدة:

عج الفؤاد وان القلب ميدان عواطفا كلها روح وريحان

عواطف نحو شهم ضمها زمنا واليوم تهدى اليه وهي الحان

نصغي إليك بدرس النحو اجمعنا وكلنا للذي تحكيه آذان

وسيبويه قرير العين مغتبط إذ فيك شيد لأس النحو تبيان

أطوف بالدار ساهمة كأنني وسط دير فيه رهبان

أقول للدار لا تأسي فبعد غد أبو الشهاب سيأتي وهو جذلان

يأتيك يحمل دكتورا تزان به ولا أقول بها إذ ذاك يزدان



ومن أروع ماقيل في رثاء المرحوم طيب الذكر أحمد عبدالستار الجواري (رائية الدكتور محمد حسين الصغير) التي جاء فيها:

لك في الجوانح جذوة وأوار أرأيت كيف تشب هذي النار

أرأيت كيف الحزن يفرغ غيضه وتصعد الزفرات وهي حرار

أرأيت كيف الجمر يلهب في الحشا فالقلب زند والاسى اعصار

حلم تقضى واستقرت موجة وسجى الهوى وتحطم القيثار

والعمر ضاح والشبيبة غضة ومن الكهولة هيبة ووقار

اني ليخنقني الشجا ويهيجني من ذكرياتك هاجس هدار

عرفان ذلك في الفؤاد فخفقه رمز الوفاء ونبضه الايثار

ملك المصاب مشاعري فتعطلت وتأججت برثائك الاشعار

وتلجلجت وانا البليغ عواطفي وتكلمت لي ادمع مدرار

جددت فقد ابي بموتك فجأة والامر يفجأ والردى غدار

لو كنت تفدى والرزايا جمة لفدتك بالنفر العديد الدار

لكن اراد الموت شخصك فانطوى ذاك الجناب واوحش المضمار

ماكان فقدك فقد فرد انه جيل يموت وامة تنهار

ولقد وقفت على ضريحك واجما والغيث سكاب به درار

استلهم الماضي القريب وارتعي طيف السنين فتعزف الأوتار

كنت العزاء وما العزاء بنافع في النائبات إذا الأحبة ساروا

أعجوبة الدنيا خلاصة أمرنا هذا التراب وتلكم الاحجار

افهذه عقبى الحياة وزهوها فلمثل ذا فليعمل الاخيار

في الخمسة الاشبار الف رسالة تحكي صداه الخمسة الاشبار

هذا الاديم جماجم منثورة وجناجن منظومة وفقار

وسواعد حبك الجمال فصولها وذوائب شقر الرؤى عذار

جثث على جثث وتلك رواية في القبر ترفع عندها الاستار

قطع من الخزف المهين تحطمت ومعادن مسنونة وفخار

غطى الفناء فنائها وبضمنها للمتقين جواهر ونضار

حسبان ذلك للحياة نهاية وبانها فلك بنا دوار

كلا فبعد اليوم يوم قيامة ووراء هذي الدار تلك الدار

ياراحلا في الخالدين وحوله الجنات تجري تحتها الانهار

الرفقة الابرار ادلج ركبهم أرأيت كيف الرفقة الابرار

مددت من الاخرى اليك وشائج من سابقين الى الكرامة صاروا

اعزز علي وقد مضيت فلا ارى لمعان حدك ايها البتار

خلت المحافل من علاك واوحشت من بعد فقدك تلكم الاسمار

وبكى الجنوب بك الشمال من الاسى وتنادت القصبات والامصار

ياصاحب القلب الطهور وملؤه للناس حب دونه الامطار

فقدت بك الفصحى اجل بُناتِها واستعبرت من بعدك الاسفار

وانفض عقد الزائرين الى العلى واغام صبح الواهبين غبار

واشتاقت الموت الزؤام كرامة سحقت ودنس قدسها جبار

لكن لي ببنيك اعظم سلوة والشبل في اجماته زار

مضر وأروى والحبيب محمد ومعاذ اما مصعب فمنار (***)

في هذه الدنيا حديث رائع وغدا ستنشر تلكم الاثار

تتشابك الافياء في جنباتها شم الظلال وتسرج الانوار

والباقيات الصالحات بضوئها تسري النجوم وتهتدي الاقمار

يابدر داجية البلاد وقد طغى وهج وسد الدرب فهو عثار

رجل العروبة في العراق وانه شرف به يومى له ويشار

عبدت مزلقة النضال بنظرة عصماء تشخص نحوها الابصار

تتبحر الاجيال في خطواتها الصم الصلاد وتفخر الاعصار

ويشعشع الايمان في نفحاتها ويغيب عن ساحاتها الدولار

وحقيقة التاريخ تنسف ماوحى الاجراء والعملاء والاشرار

لك (بالرضا) (المهدي) اية قدوة فهما وانت ثلاثة اشطار

معنى العروبة عندهم ان تحتمي بالشعب لا ضغط ولا استعمار

وتراثها الدين الحنيف يقوده فينا النبي وآله الأطهار

وعصارة للفكر تهدم ما ابتنى الالحاد وما شرع الاغمار

(نحو من التيسير)في(قرانه) (نحو للمعاني) يجتبى ويشار

وازاءها وامامها وورائها نجم يضئ وكوكب سيار

مني عليك تحية معطار ولذكرك الاجلال والاكبار

حبتك بالحزن العميق قرائح مشبوبة وخرائد ابكار

ناجيت قبرك والشذى موار وشممت تربك والثرى نوار

ووقفت جنبك والصدى بي صائح (لا انت انت ولا الديار ديار)

ياقيس ليلى او جميل بثينة (خف الهوى وتولت الاوطار)

(ياحبه العذري) صوح بعدما قطعت به للعاشقين ثمار

ذهب الجواري الذي عن نبله تتحدث الانباء والاخبار

لاشئ بعد وفاته الا الوفا والناس اصناف به احرار

أأقيم عندك والشجى بي عاصف او ان ازورك والحبيب يزار

ستعج بعدك في كياني هزة خرساء تجهل كنهها الافكار

وتظل تجري في عروقي نفثة حمراء دفق جراحها فوار

حزنا على الاحباب وهي تعلة فالليل ليل والنهار نهار

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(***) هم أولاد المرحوم الذين تربوا على يديه وساروا على نهجه وخطاه يحفظهم الله





الدموع الجواري على الوزير الجواري قصيدة للشاعر محمد السيفي

اقض مضاجعي موت (الجواري) وحل الحزن ليلا في نهــاري

فمــالي لا اصدق ان بدرا كـهذا البدر ينأى عن مداري

وما للأكرمين مضـوا سرعا متى جائوا ليبقوا في القـرار

فجيعتنا باحمد-اي وربـي يضاهي حزنها..فيض اصطبار

وناع قد نعاه الـي ابكي سريراتي..وقد هـــان اقتداري

اداري ادمعا تجـري سجاما فصرت محيرا،ماذا اداري

لفقدك هانت الدنيا بعيني وبعدك قد اقمت على اضطرار

مناقب احمد عاشـت مثالا وفيـه مناقب العرب النجار

وكــان مجامع الفكر المعلى اديبا عالما بين الكبار

وكـان جهاده دينا ودنيا يواصل ليله اثـر النهار

وكـان ملاذنا في كل بأس كعيسى حوله جمع الحواري

يفيض بوجهه القا نضيرا يحاكي وجهه الق النضار

ابـو البشر المنسب كل اصل عريق الآل من عرب النزار

فيـا ابهى كريم في البرايا يعـز جواره بين الديار

وكـــان جواره في(الكرخ) ذخرا لكـل عقيلة واخ وجار

خسرنا فيه طود العلم يعلو منارا نيرا فوق المنار

الا طابت بـك الجنات مسكا وانعم بالمقام وبالمزار



شتان بين هؤلاء الأفذاذ وصعاليك اليوم!

واليوم لابد لنا من وقفة وفاء أخرى مع الأستاذ، المربي، الصديق، والجار، الدكتور أحمد عبدالستار الجواري، وهو إلى جوار رب رحيم كريم سيشمله برحمته الواسعة التي وسعت كل شيء فكيف لا تسعه وتسعنا وتسع كل محبي الأستاذ أجمعين، والسائرون على نهجه وسيرته، ولعلنا في هذه الأيام المظلمة من تاريخ عراقنا، في هذه الحقبة السوداء، حيث تكالبت قوى الشر على عراقنا، نغبط الراحل أنه ترك العراق معافى شامخ ولم ينتظر يوما أسود كهذه الأيام التي نعيشها ويعيشها العراقيون، كان الدكتور واحدا من رعيل من الوزراء والقادة المؤثرين، والمبدعين، والذين يشار لهم بالبنان، وإنا لنأسف إلى ما آلت إليه أحوال العراق، حيث شتان بينهم وبين ذلك الجيل، جيل الدكتور أحمد الجواري، شتان بين وزراء الأمس الأفذاذ، ووزراء اليوم ممن لا يصلح احدهم أن يكون فراشا بل صباغ أحذية (مع إحترامنا لكل المهن الشريفة!!) لأنهم إرتضوا أن يكونوا خدماً وعوناً للأجنبي الغادر الغازي المحتل وسيكتب تاريخهم المسخ بالوحل والخسة والدناءة في حين يكتب تاريخ اولئك الافذاذ من أمثال د. أحمد عبدالستار الجواري بالطيب والرياحين والفخر والشموخ.. أولئك هم الأفذاذ فجئني بمثلهم..!

وليرحم الله استاذنا الجواري ويتغمده بواسع رحمته ومغفرته..

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أولئك وزراؤنا بالأمس.. فجئني بمثلهم اليوم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ALMUDHEEF :: الاقسام العامة :: منتدى التاريــــــــــــــخ-
انتقل الى: